St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   economy-of-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة - الأنبا رافائيل الأسقف العام

33- معمودية الأطفال من براهين الإيمان بوراثة خطية آدم

 

1- معمودية الأطفال

 

نحن نؤمن أن للمعمودية مفاعيل كثيرة، فهي لغفران الخطايا، وشفاء الطبيعة الفاسدة، وللخليقة الجديدة، ونوال الحياة الأبدية، والاشتراك في عضوية جسد المسيح، ونوال التبني لله الآب. فلماذا ركّز الآباء المجتمعون في القسطنطينية في صياغة قانون الإيمان على تعبير (ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا)؟ ولم يُقال: (نؤمن بمعمودية واحدة لشفاء الطبيعة الفاسدة)؟ أو (بمعمودية واحدة لنوال التبني لله الآب)؟ مع أننا فعليًا نؤمن بهذه المفاعيل السامية جدًا. إن تركيز قانون الإيمان على مغفرة الخطايا يؤكد إيمان الآباء بأن مشكلتنا الأصلية هي خطية آدم، خاصة أن الكنيسة منذ يومها الأول تُعَمِّد الأطفال، كما تعمد الكبار. فإذا كان الكبار لهم خطاياهم الشخصية، فما هي خطايا الأطفال حديثي الولادة، إلا خطية آدم التي فيهم؟!

 

يقول العلامة أوريجانوس في تفسيره لأنجيل لوقا، العظة 14، الفقرة 5:

"Christian brethren often ask a question. The passage from Scripture read today encourages me to treat it again. Little children are baptized “for the remission of sins.” Whose sins are they? When did they sin? Or how can this explanation of the baptismal washing be maintained in the case of small children, except according to the interpretation we spoke of a little earlier? “No man is clean of stain, not even if his life upon the earth had lasted but a single day.” Through the mystery of Baptism, the stains of birth are put aside. For this reason, even small children are baptized. For, “unless a man be born again of water and spirit, he will not be able to enter into the kingdom of heaven.”[279]

"الأخوة المسيحيين كثيرًا ما يسألون سؤالًا. الفقرة من الكتاب المقدس التي تُقرأ اليوم تشجعني على معالجته مرة أخرى. الأطفال الصغار يعتمدون "لمغفرة الخطايا". خطايا مَنْ هي؟ متى أخطأوا؟ أو كيف يستطيع هذا التفسير الذي لغسل المعمودية أن يكون محفوظًا في حالة الأطفال الصغار، إلا بحسب التفسير الذي تحدثنا قبل ذلك بقليل؟ "لا إنسان طاهر من الدنس، حتى لو حياته على الأرض لم تَدُم سوى يومًا واحدًا" (أي14: 4-5)[س]. بواسطة سر المعمودية، دنس الولادة يُزال. من أجل هذا السبب، حتى الأطفال الصغار يعتمدون. لأنه: "ما لم يُولد إنسان ثانية من الماء والروح، لن يقدر أن يدخل ملكوت السموات" (يو3: 5)."[280]

 

St-Takla.org Image: Submerging the baby in the baptismal font - Baptism of a baby boy by H. G. Bishop Beniamin, Saint Takla Haymanout Coptic Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt, on 27 February 2009 - used with permission of the child's family (Mr. Ragy Sobhy). صورة في موقع الأنبا تكلا: .التغطيس في جرن المعمودية - من صور عماد أحد الأطفال في كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإبراهيمية، الإسكندرية، بواسطة الأنبا بنيامين، 27 فبراير 2009 - موضوعة بإذن أسرة الطفل (أ. راجي صبحي)

St-Takla.org Image: Submerging the baby in the baptismal font - Baptism of a baby boy by H. G. Bishop Beniamin, Saint Takla Haymanout Coptic Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt, on 27 February 2009 - used with permission of the child's family (Mr. Ragy Sobhy).

صورة في موقع الأنبا تكلا: .التغطيس في جرن المعمودية - من صور عماد أحد الأطفال في كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإبراهيمية، الإسكندرية، بواسطة الأنبا بنيامين، 27 فبراير 2009 - موضوعة بإذن أسرة الطفل (أ. راجي صبحي)

ويقول أيضًا العلامة أوريجانوس في تفسيره لسفر اللاويين، العظة الثامنة:

"But if it pleases you to hear what other saints also might think about this birthday, hear David speaking, “In iniquity I was conceived and in sins my mother brought me forth,” showing that every soul which is born in flesh is polluted by the filth “of iniquity and sin”; and for this reason we can say what we already have recalled above, “No one is pure from uncleanness even if his life is only one day long.” To these things can be added the reason why it is required, since the baptism of the Church is given for the forgiveness of sins, that, according to the observance of the Church, that baptism also be given to infants; since, certainly, if there were nothing in infants that ought to pertain to forgiveness and indulgence, then the grace of baptism would appear superfluous."[281]

"لكن لو أن هذا يَسُركم أن تسمعوا ما فكر فيه قديسون آخرون أيضًا بخصوص يوم الميلاد هذا، اسمعوا داود يتكلم: "بالإثم حُبل بي، وبالخطايا ولدتني أمي" (مز50) مُظهِرًا أن كل نفس تُولد في الجسد ملوثة بدنس "الإثم والخطية"؛ ومن أجل هذا السبب نحن نستطيع أن نقول ما قد ذكرناه بالفعل سابقًا: "لا أحد طاهر من الدنس حتى لو كانت حياته مدتها يوم واحد فقط" (أي 14: 4-5). إلى هذه الأشياء يمكن أن يُضاف السبب الذي من أجله هي مطلوبة (المعمودية)، لأن معمودية الكنيسة تُعطى من أجل مغفرة الخطايا، أنه، حسب تقليد الكنيسة، أن المعمودية أيضًا تُعطى للأطفال الرُضَّع؛ لأنه، بالتأكيد، لو لم يكن هناك شيء في الأطفال الذي يجب أن يتعلق بالمغفرة والمسامحة، إذًا نعمة المعمودية ستبدو غير ضرورية"[282].

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

ويقول أيضًا العلامة أوريجانوس في تفسيره لرسالة رومية، الكتاب الخامس:

"Therefore our body is the body of sin, for it is not written that Adam knew his wife Eve and became the father of Cain until after the sin. After all, even in the law it is commanded that sacrifices be offered for the child who was born: a pair of turtledoves or two young doves; one of which was offered for sin and the other as a burnt offering. For which sin is this one dove offered? Was a newly born child able to sin? And yet it has a sin for which sacrifices are commanded to be offered, and from which it is denied that anyone is pure, even if his life should be one day long. It has to be believed, therefore, that concerning this, David also said what we recorded above, “in sins my mother conceived me.” For according to the historical narrative no sin of his mother is declared. It is on this account as well that the Church has received the tradition from the apostles to give baptism even to little children. For they to whom the secrets of the divine mysteries were committed were aware that in everyone was sin’s innate defilement, which needed to be washed away through water and the Spirit. Because of this defilement as well, the body itself is called the body of sin."[283]

"لذلك جسدنا هو جسد الخطية، لأنه لم يُكتَب أن آدم عرف امرأته حواء وأصبح أبًا لقايين إلا بعد الخطية. على أي حال، حتى في الناموس أُمِرَ (أوُصِيَ) أن ذبائح يجب أن تُقدَّم من أجل الطفل الذي كان يُولد: يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ؛ أحدهما كان يُقدَّم ذبيحة من أجل الخطية والأخر ذبيحة محرقة (لا12: 8). من أجل أي خطية كانت تُقدَّم هذه الحمامة الواحدة؟ هل كان الطفل المولود حديثًا قادرًا على أن يخطئ؟ ومع ذلك كان لديه خطية التي من أجلها أُوصِيَ أنه يجب أن تُقدَّم ذبائح، ونُفِي (رُفِض) أن يكون هناك أي أحد طاهرًا منها، حتى لو كانت حياته مدتها يومًا واحدًا (أي14: 4-5)[س]. لذلك، يجب أن يتم الإيمان بأنه بخصوص هذا داود أيضًا قال ما سجلناه سابقًا: "بالخطايا حبلت بي أمي". لأنه وفقًا للرواية التاريخية لا توجد خطية مُعلنة لأمه. كذلك من أجل هذا السبب الكنيسة قد تسلَّمت هذا التقليد من الرسل أن تمنح المعمودية حتى لأولئك الأطفال الصغار. لأن الذين أٌسلِم لهم أسرار الأسرار الإلهية (1كو4: 1) كانوا مُدركين أنه يوجد في كل إنسان دنس خطية متأصل، والذي بحاجة إلى أن يُغسل بواسطة الماء والروح (يو3: 5). بسبب هذا الدنس أيضًا، الجسد ذاته يُدعى "جسد الخطية""[284].

 

يقول القديس غريغوريوس المنير (الأرمني) في فقرة رقم 412، في فصل عن معمودية المسيح:

"He made verdant the womb of generation of the waters, purifying by the waters and renewing the old deteriorated earthy matter, which sin had weakened and enfeebled and deprived of the grace of the Spirit, then the invisible Spirit opened again the womb by visible water, preparing the newly born fledglings for the regeneration of the font, to clothe with robes of light all who would be born once more"[285].

"لقد جعل رحم الولادة الذي للمياه أخضرَ، مُطهرًا ومُجِددًا بالمياه المادة الأرضية القديمة المُنحلة (يقصد جسد الإنسان) التي أضعفتها الخطية وأوهنتها وحرمتها من نعمة الروح (القدس)، ثم فتح الروح غير المرئي مرة أخرى الرحم بواسطة المياه المرئية، مُهيئًا الفراخ المولودة حديثًا للتجديد الذي لجرن المعمودية، ليكسي بحُلل من نور كل مَنْ سيولد ثانيةً."

 

ويقول القديس الشهيد كبريانوس[286]، في رسالة كتبها إلى الأسقف فيدوس Fidus لحثه على معمودية الأطفال، الفقرة رقم 5:

"But, in turn, if, in the case of the greatest sinners and those sinning much against God, when afterward they believe, the remission of their sins is granted and no one is prevented from baptism and grace, how much more should an infant not be prohibited, who, recently born, has not sinned at all, except that, born carnally according to Adam, he has contracted the contagion of the first death from the first nativity. He approaches more easily from this very fact to receive the remission of sins because those which are remitted are not his own sins, but the sins of another."[287]

"لكن، في المقابل، إذا، كان في حالة أعظم الخطاة وأولئك الذين يُخطئون كثيرًا ضد الله، عندما بعد ذلك يؤمنون، مغفرة خطاياهم تُمنح (لهم) ولا أحد يُمنَع من المعمودية والنعمة، فكم بالحري أكثر يجب أن لا يُمنع (تعميد) الطفل الرضيع، الذي، وُلِد حديثًا، ولم يخطئ على الإطلاق، باستثناء أنه، وُلِد جسديًا حسب آدم، فقد تعاقد مع مرض الموت الأول المُعدي منذ ولادته المبكرة. يقترب (من المعمودية) بسهولة أكثر انطلاقًا من هذه الحقيقة المؤكدة لكي يستقبل مغفرة الخطايا، لأن تلك (الخطايا) التي تُغفر له ليست خطاياه الشخصية، ولكن خطايا آخر (آدم)"[288].

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

وَلِمَنْ يعتبر أن كبريانوس هو أسقف غربي ولا يجب أن نأخذ بتعاليمه، لأنها تمثل اللاهوت الغربي كما يقولون، فهنا نجد القديس غريغوريوس النزيانزي يكتب مادِحًا كبريانوس، مما يدل على عدم وجود حساسية غربي وشرقي في أيامهم، وذلك في العظة الرابعة والعشرون، (الفقرات 5- 6) قائلًا:

5. "And you, my Cyprian, are my most precious treasure, both in name and in fact, more than the other martyrs (there is no jealousy among martyrs). Your virtue overwhelms me, the thought of you elates me, and I am, as it were, in transports of joy."[289]

"وأنت، يا كبريانوس، أثمن كنز لي، في الاسم وفي الحقيقة، أكثر من الشهداء الآخرين (إذ ليس هناك غيرة بين الشهداء). فضيلتك تغمرني، وَذِكْرَك يرفعني، وأنا كعادتي ناقلًا لِذِكْرَك المُفْرِح."

 

ويقول أيضًا:

6. "Gentlemen, I give you Cyprian, so that for those of you who are already familiar with him, the reminder may prove an added source of pleasure, while those who are not may have the opportunity to learn of the finest chapter in our history, one in which all Christians can take pride; this is he, once the great name of the Carthaginians, now of the whole world, a man celebrated for his wealth, respected for his power, high-born (if the fact that he was a member and president of the senate best indicates his familys lineage), the flower of youthfulness, the monument of nature, a bastion of learning not only in philosophical studies but in the other disciplines and any of their divisions you will, so as to be admired more for the range of his learning than for his mastery of any one branch and more for his preeminence in each than for his encyclopedic knowledge of all; or, to make the distinction more clear, he was superior to some in the range of his learning, to others in his mastery of individual subjects, to still others in both, and to everyone in everything."[290]

"أيها السادة، أقدم لكم كبريانوس، حتى أنه بالنسبة لمن هم على دراية به بالفعل، قد يكون التذكير مصدرًا إضافيًا للسعادة، بينما قد تُتَاح الفرصة لأولئك الذين ليسوا كذلك (ليسوا علي دراية سابقة به) للتعرف على أفضل فصل في تاريخنا، شخص يمكن لجميع المسيحيين أن يفتخروا به؛ إنه الذي كان مرّةً الاسم العظيم الذي للقرطاجيين، والآن هو الاسم العظيم الذي للعالم كله، رجل مُحتَفَل به لثروته، محترم لقوته، نَسَب عريق (إذ أن حقيقة أنه كان عضوًا ورئيسًا لمجلس الشيوخ خير دليل على أنه سلالة عائلته)، زهرة النضارة، نصب (صرح) الطبيعة، حصن التعلم، ليس فقط في الدراسات الفلسفية، ولكن في العلوم الأخرى وفي أي من أقسامها سيحظى بإعجابكم، لأنه أمر مثير للإعجاب ليس فقط لاتساع عِلمه ولا لإتقانه أحد فروع المعرفة، ولكن بالأكثر لمعرفته الموسوعية في كافة العلوم، أو لجعل التميز (تميز كبريانوس) أكثر وضوحًا، كان هو متفوقًا على البعض في نطاق علمه، وعلى آخرين في إتقانه للمجالات الفردية، ولا يزال متفوقًا على آخرين في كليهما، ومتفوقًا على الجميع في كل شيء".

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[279] Origen. (2009). Homilies on Luke and Fragments on Luke. (T. P. Halton, Ed., J. T. Lienhard, Trans.) (Vol. 94, pp. 58-59). Washington, DC: The Catholic University of America Press. Orig., Hom. (Lk. 14.5).

[280] أوريجانوس، عظات على إنجيل لوقا، العظة 14، الفقرة 5.

[281] Origen. (1990). Homilies on Leviticus 1-16. (T. P. Halton, Ed., G. W. Barkley, Trans.) (Vol. 83, pp. 157-158). Washington, DC: The Catholic University of America Press. Orig., Hom. (Lev. 8.3.5).

[282] أوريجانوس، عظات على سفر اللاويين، العظة الثامنة.

[283] Origen. (2001). Commentary on the Epistle to the Romans, Books 1-5. (T. P. Halton, Ed., T. P. Scheck, Trans.) (Vol. 103, pp. 366-367). Washington, DC: The Catholic University of America Press. Orig., Comm. (Ro. 5.9.11; Romans 6:5-6).

[284] أوريجانوس، شرح الرسالة إلى أهل رومية، الكتاب الخامس، شرح (رو6: 5-6).

[285] The Teaching Of Saint Gregory. Revised Edition. Translation,Commentry and Introduction by Robert W. Thomson, 2001, Passage 412 On Baptism of Christ , Page 122.

[286] هو أسقف قرطاجنة، ومن الآباء اللاتين في القرن الثالث.

[287] Cyprian of Carthage. (1964). Letters (1-81) (H. Dressler, Ed.; R. B. Donna, Trans.; Vol. 51, p. 219). The Catholic University of America Press. Cyp., Ep. (O) 64.5.

[288] القديس الشهيد كبريانوس، الرسالة إلى الأسقف فيدوس fidus لحثه على معمودية الأطفال، الفقرة 5.

[289] Gregory Nazianzus. (2003). Select Orations (T. P. Halton, Ed.; M. Vinson, Trans.; Vol. 107, p. 144). The Catholic University of America Press. Greg. Naz., Orat. 24.5.

[290] Gregory Nazianzus. (2003). Select Orations (T. P. Halton, Ed.; M. Vinson, Trans.; Vol. 107, p. 145). The Catholic University of America Press. Greg. Naz., Orat. 24.6.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/infant-baptism.html

تقصير الرابط:
tak.la/q69y8tc