St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   economy-of-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة - الأنبا رافائيل الأسقف العام

61- فكرة الفرق بين اللاهوت الشرقي، واللاهوت الغربي، ومتى نشأ هذا الاختلاف، وكيف كان الشرق (القسطنطينية) والغرب (روما) في شركة معًا حتى القرن الحادي عشر الميلادي (سنة 1054 م.)؟

 

2- فكرة الفرق بين اللاهوت الشرقي، واللاهوت الغربي، ومتى نشأ هذا الاختلاف، وكيف كان الشرق (القسطنطينية) والغرب (روما) في شركة معًا حتى القرن الحادي عشر الميلادي (سنة 1054 م.)؟

 

St-Takla.org Image: The Holy Cross with the Holy Bible, floral decorated frame (image 4) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس مع الكتاب المقدس، في إطار مزين بالزهور (صورة 4) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: The Holy Cross with the Holy Bible, floral decorated frame (image 4) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس مع الكتاب المقدس، في إطار مزين بالزهور (صورة 4) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

ومع ذلك، هناك مِثَال واضح للقديس البابا ثيؤفيلوس السكندري أخي والدة القديس كيرلس الكبير (خاله)، ومعلمه أيضًا، فهو يشهد للقديس أمبروسيوس، ولمواقفه الحكيمة التي أفادَت الكنيسة الجامعة، حتى إن لم تكن لها علاقة بموضوع البحث، لكن استشهاد القديس ثيؤفيلوس بالقديس أمبروسيوس يؤكد علي العلاقة القائمة بين آباء الشرق والغرب:

"عالمًا أن آباءنا القديسين قد عالجوا صعوبات أكثر من ذلك، وصاروا بالرأي الحكيم: "كأنهم بلا ناموس للذين بلا ناموس"، وأسكنوا (أمور) صعبة العلاج، ولم يُقلِقوا جسد الكنيسة كله. ولهذا فأن أمبروسيوس طيب الذِّكْر كان قد قَبِلَ أولئك الذين قد تقبَّلوا السيامة من أوكسنتيوس، الذي كان قبلًا في ميلان"[466]

رغم أن هذه الرسالة أرسلها القديس البابا ثيؤفيلوس السكندري البطريرك رقم 23 الذي كان تلميذًا للبابا أثناسيوس الرسولي، تربى عنده، وتعلم منه الأدب الروحاني، ولما تنيَّح البابا تيموثاوس الكبير قُدِّم هذا الأب مكانه، وكان عالمًا فاضلًا حافظًا لكتب الكنيسة مُلِمًا بتفاسيرها، والبابا كيرلس الكبير البطريرك رقم 24 شهد لأرثوذكسيته لأنه تتلمذ على يديه قائلًا:

"Through the grace of our Savior, I always was orthodox and I was reared also by an orthodox father."

"وبنعمة مخلصنا كنت دائمًا أرثوذكسيًا وتربيت أيضًا على يَدَي أب أرثوذكسي"[467]

هذا المثال قوي جدًا لأن البابا السكندري يستشهد بالقديس أمبروسيوس في رسالة إلى بطريرك أنطاكية، فنحن أمام رسالة من بطريرك شرقي إلى بطريرك شرقي، ولم يُوجد في ذهن الآباء فكرة أن هذا القديس غربي لاتيني وتعليمه غير سليم،أو غير مُلزِم لنا، فنحن هنا لا نرى هذا التقسيم، فالأهم من التقسيم الجغرافي واللغوي سلامة الإيمان؛ فالأب يكون مقبولًا على أساس أن إيمانه مستقيم ولم تحرمه الكنيسة، ولا تقبل شخصًا يعلّم بإيمان غير مستقيم، سواء قاله شخص من الغرب أو من الشرق أو من أي مكان وبأي لغة، لكن رفض شخص لمجرد وجوده في منطقة تقع غربًا جغرافيًا، أو بسبب لغة لاتينية أو غيرها من اللغات! هذا منطق غير سليم.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يقولالقديس إيرينيئوس قولًا يؤكد وحدة إيمان الكنيسة منذ البدء:

"وكما سبق وذكرت، فإن الكنيسة إذ قد استلمت هذه الكرازة، وهذا الإيمان، رغم أنها مبعثرة في العالم كله، إلا أنها تحفظ هذا الإيمان، كما لو كانت تسكن بيتًا واحدًا، كما أنها تعتقد بهذه النقاط، كما لو كانت نفسًا واحدة، لها ذات القلب الواحد، وتكرز بهذه التعاليم وتُعلِّمها، وتُسلِّمها، بتوافق كامل، كما لو كان لها فم واحد. فرغم أن لغات العالم غير متماثلة، إلا أن مضمون التقليد واحد وهو هو نفسه، لأن الكنائس التي تأسست في ألمانيا، لا تؤمن أو تُسَلِّم بأي شيء مختلف، ولا الكنائس التي في أسبانيا، أو التي في الغال، أو التي في الشرق، أو تلك التي في مصر، أو ليبيا، ولا تلك الكنائس التي تأسست في المناطق المتوسطة من العالم، ولكن كما أن الشمس التي خلقها الله، هي واحدة، وهي نفس الشمس في كل العالم، هكذا أيضًا فإن كرازة الحق تضيء في كل مكان، وتُنِير كل الناس الذين يرغبون أن يحصلوا على معرفة الحق. ولن يُعلِّم أي واحد من الرؤساء في الكنائس مهما كان موهوبًا جدًا من جهة الفصاحة أية تعاليم مختلفة عن هذه (فليس أحد أَنْظَم من المعلم). ومن الجهة الأخرى لن يستطيع مَنْ هو ضعيف في التعبير أن يُسبِّب أي أذى للتقليد. لأن الإيمان لكونه دائمًا واحدًا وغير متغير، فلن يستطيع مَن له القدرة أن يتحدث عنه كثيرًا أن يُضيف إليه شيئًا، كما أن من لا يمكنه أن يتحدث عنه إلا القليل، لن يُنقص منها شيئًا".[468]

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[466] مجلة مدرسة الإسكندرية، السنة الخامسة 2013، العدد الأول مؤلفات البابا ثيؤفيلوس السكندري المحفوظة في السريانية، ترجمها عن السريانية وقدم لها القس زكا فايز لبيب مدرس بالكلية الإكليريكية بالقاهرة وإجازة في الدراسات السريانية من كلية مار إفرايم السرياني اللاهوتية، ص 109.

[467] رسائل القديس كيرلس، ترجمة: الدكتور موريس تاوضروس، الدكتور نصحي عبد الشهيد، الرسالة 33، نسخة من الرسالة إلى كتبها القديس كيرلس إلى أكاكيوس اسقف برويا، فقرة رقم 9. مرجع سابق، ص 123.

[468] القديس ايرينيؤس، ضد الهرطقات، الكتاب الأول، الفصل العاشر، ص 54 و55.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/eastern-western-theology.html

تقصير الرابط:
tak.la/6s4bpp5