St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   psalms
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   psalms

تفسير الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

مزمور 72 - تفسير سفر المزامير

 

* تأملات في كتاب المزامير ل داؤود (مزامير داوود):
تفسير سفر مزمور: فهرس المزامير بالرقم | مقدمة سفر المزاميرمزمور 1 | مزمور 2 | مزمور 3 | مزمور 4 | مزمور 5 | مزمور 6 | مزمور 7 | مزمور 8 | مزمور 9 | مزمور 10 | مزمور 11 | مزمور 12 | مزمور 13 | مزمور 14 | مزمور 15 | مزمور 16 | مزمور 17 | مزمور 18 | مزمور 19 | مزمور 20 | مزمور 21 | مزمور 22 | مزمور 23 | مزمور 24 | مزمور 25 | مزمور 26 | مزمور 27 | مزمور 28 | مزمور 29 | مزمور 30 | مزمور 31 | مزمور 32 | مزمور 33 | مزمور 34 | مزمور 35 | مزمور 36 | مزمور 37 | مزمور 38 | مزمور 39 | مزمور 40 | مزمور 41 | مزمور 42 | مزمور 43 | مزمور 44 | مزمور 45 | مزمور 46 | مزمور 47 | مزمور 48 | مزمور 49 | مزمور 50 | مزمور 51 | مزمور 52 | مزمور 53 | مزمور 54 | مزمور 55 | مزمور 56 | مزمور 57 | مزمور 58 | مزمور 59 | مزمور 60 | مزمور 61 | مزمور 62 | مزمور 63 | مزمور 64 | مزمور 65 | مزمور 66 | مزمور 67 | مزمور 68 | مزمور 69 | مزمور 70 | مزمور 71 | مزمور 72 | مزمور 73 | مزمور 74 | مزمور 75 | مزمور 76 | مزمور 77 | مزمور 78 | مزمور 79 | مزمور 80 | مزمور 81 | مزمور 82 | مزمور 83 | مزمور 84 | مزمور 85 | مزمور 86 | مزمور 87 | مزمور 88 | مزمور 89 | مزمور 90 | مزمور 91 | مزمور 92 | مزمور 93 | مزمور 94 | مزمور 95 | مزمور 96 | مزمور 97 | مزمور 98 | مزمور 99 | مزمور 100 | مزمور 101 | مزمور 102 | مزمور 103 | مزمور 104 | مزمور 105 | مزمور 106 | مزمور 107 | مزمور 108 | مزمور 109 | مزمور 110 | مزمور 111 | مزمور 112 | مزمور 113 | مزمور 114 | مزمور 115 | مزمور 116 | مزمور 117 | مزمور 118 | مزمور 119 - مقدمة مز 119 - (قطعة: أ - ب - ج - د - ه - و - ز - ح - ط - ي - ك - ل - م - ن - س - ع - ف - ص - ق - ر - ش - ت) | مقدمة مزامير المصاعد | مزمور 120 | مزمور 121 | مزمور 122 | مزمور 123 | مزمور 124 | مزمور 125 | مزمور 126 | مزمور 127 | مزمور 128 | مزمور 129 | مزمور 130 | مزمور 131 | مزمور 132 | مزمور 133 | مزمور 134 | مزمور 135 | مزمور 136 | مزمور 137 | مزمور 138 | مزمور 139 | مزمور 140 | مزمور 141 | مزمور 142 | مزمور 143 | مزمور 144 | مزمور 145 | مزمور 146 | مزمور 147 | مزمور 148 | مزمور 149 | مزمور 150 | مزمور 151

نص سفر مزمور: مزمور 1 | مزمور 2 | مزمور 3 | مزمور 4 | مزمور 5 | مزمور 6 | مزمور 7 | مزمور 8 | مزمور 9 | مزمور 10 | مزمور 11 | مزمور 12 | مزمور 13 | مزمور 14 | مزمور 15 | مزمور 16 | مزمور 17 | مزمور 18 | مزمور 19 | مزمور 20 | مزمور 21 | مزمور 22 | مزمور 23 | مزمور 24 | مزمور 25 | مزمور 26 | مزمور 27 | مزمور 28 | مزمور 29 | مزمور 30 | مزمور 31 | مزمور 32 | مزمور 33 | مزمور 34 | مزمور 35 | مزمور 36 | مزمور 37 | مزمور 38 | مزمور 39 | مزمور 40 | مزمور 41 | مزمور 42 | مزمور 43 | مزمور 44 | مزمور 45 | مزمور 46 | مزمور 47 | مزمور 48 | مزمور 49 | مزمور 50 | مزمور 51 | مزمور 52 | مزمور 53 | مزمور 54 | مزمور 55 | مزمور 56 | مزمور 57 | مزمور 58 | مزمور 59 | مزمور 60 | مزمور 61 | مزمور 62 | مزمور 63 | مزمور 64 | مزمور 65 | مزمور 66 | مزمور 67 | مزمور 68 | مزمور 69 | مزمور 70 | مزمور 71 | مزمور 72 | مزمور 73 | مزمور 74 | مزمور 75 | مزمور 76 | مزمور 77 | مزمور 78 | مزمور 79 | مزمور 80 | مزمور 81 | مزمور 82 | مزمور 83 | مزمور 84 | مزمور 85 | مزمور 86 | مزمور 87 | مزمور 88 | مزمور 89 | مزمور 90 | مزمور 91 | مزمور 92 | مزمور 93 | مزمور 94 | مزمور 95 | مزمور 96 | مزمور 97 | مزمور 98 | مزمور 99 | مزمور 100 | مزمور 101 | مزمور 102 | مزمور 103 | مزمور 104 | مزمور 105 | مزمور 106 | مزمور 107 | مزمور 108 | مزمور 109 | مزمور 110 | مزمور 111 | مزمور 112 | مزمور 113 | مزمور 114 | مزمور 115 | مزمور 116 | مزمور 117 | مزمور 118 | مزمور 119 | مزمور 120 | مزمور 121 | مزمور 122 | مزمور 123 | مزمور 124 | مزمور 125 | مزمور 126 | مزمور 127 | مزمور 128 | مزمور 129 | مزمور 130 | مزمور 131 | مزمور 132 | مزمور 133 | مزمور 134 | مزمور 135 | مزمور 136 | مزمور 137 | مزمور 138 | مزمور 139 | مزمور 140 | مزمور 141 | مزمور 142 | مزمور 143 | مزمور 144 | مزمور 145 | مزمور 146 | مزمور 147 | مزمور 148 | مزمور 149 | مزمور 150 | مزمور 151 | المزامير كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المزمور الثَّانِي والسبعون

مملكة الله

لسليمان

"اللهم أعطى أحكامك للملك وبرك لابن الملك..." (ع1)

 

مقدمة:

1. كاتبه:

أ- سليمان الملك، وقد يكون في ذهنه توصيات أبيه داود له عندما ملكه.

ب- هناك رأي آخر بأن كاتبه داود النبي ووجهه إلى سليمان ابنه عندما ملكه؛ ليكون ملكًا حقيقيًا كما يريد الله.

2. يحدثنا هذا المزمور عن مملكة الله وصفاتها وبركاتها، وهو مثال وقدوة لكل الدول والممالك في العالم على مر الأجيال.

3. يتكلم هذا المزمور بوضوح عن المسيح، فهو مزمور مسيانى، ولأن سليمان رمز للمسيح، فهناك آيات لا يمكن أن تنطبق إلا على المسيح (ع8، 11، 17).

4. هذا المزمور ليتورجى، فكان يردد في الكنيسة قديمًا في عيدىّ الميلاد والعماد.

5. بنهاية هذا المزمور ينتهى القسم الثانى من المزامير، كما كان يقسمه اليهود، وهو الذي يشمل (مز 42 - 72). ولذا يلاحظ القارئ أن آخر آيات هذا المزمور تنتهي بكلمة آمين، ثم أمين الليلويا. ثم يضيف بعد نهاية هذا المزمور ويقول "تمت صلوات داود بن يسى"، وذلك لأن كاتب معظم المزامير في هذا الجزء هو داود النبي مثل باقي الأقسام الخمس في المزامير. وليس المقصود أن داود لم يكتب الأقسام التالية، ولكن يقصد فقط انتهاء القسم الثاني.

6. يوجد تشابه بين هذا المزمور والجزء الأخير من سفر الخروج (خر 25 - 40) حيث يكلمنا عن ملك الله على شعبه من خلال خيمة الاجتماع.

ويوجد تشابه أيضًا بين هذا المزمور وسفر أشعياء (اش 11: 1-5؛ 60 - 62).

7. هذا المزمور غير موجود بالأجبية.

 

(1) صفات مملكة الله (ع1-7)

(2) امتداد مملكة الله (ع8-11)

(3) مملكة حب (ع12-14)

(4) مملكة مباركة (ع15-19)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(1) صفات مملكة الله (ع1-7):

 

ع1: اَلَّلهُمَّ، أَعْطِ أَحْكَامَكَ لِلْمَلِكِ، وَبِرَّكَ لابْنِ الْمَلِكِ.

  1. يطلب كاتب المزمور وهو سليمان، أو داود للملك وابن الملك في نفس الوقت، وهذا ينطبق على سليمان، وليس على داود، أو شاول الذي سبقه. ويطلب له أمرين هما:

1- أحكامك أي الحكمة وذلك لصغر سن سليمان وهذا الأمر امتدحه الله؛ لأنه لم يطلب غنى،2- أو قوة على الأعداء،3- بل طلب شيئًا يفيده ويفيد شعبه روحيًا وإداريًا.

4- برك والمقصود بالبر العدل والصلاح؛ ليخلص ويحيا مع الله،5- ويكون قدوة لشعبه.

  1. هذه الآية تنطبق أيضًا على المسيح، وهو ابن الملك؛ لأنه من نسل داود. فالمسيح هو أقنوم الحكمة، وفيه كمال العدل.

 

ع2: يَدِينُ شَعْبَكَ بِالْعَدْلِ، وَمَسَاكِينَكَ بِالْحَقِّ.

  1. يبدأ كاتب المزمور من هذه الآية في سرد صفات الملك، ويقصد الملك سليمان، أو المسيح. وأول صفتين هما العدل والحق، فهو يستخدمهما في حكمه لشعبه. وهذا الشعب هو اليهود، الذين يتصفون بالاتضاع أمام الله، ولذلك يسميهم المساكين، أي المساكين بالروح.

  2. إن الملك يدين شعبه الذين هم اليهود، وكذلك المساكين، وقد يكون المقصود بهم الأمم، أي يحكم اليهود والأمم بالعدل والحق. وهذه نبوة عن المسيح الذي يؤمن به الأمم، فيدين ويحكم العالم كله، أي كل البشر الذين آمنوا به من اليهود، أو الأمم.

 

ع3: تَحْمِلُ الْجِبَالُ سَلاَمًا لِلشَّعْبِ، وَالآكَامُ بِالْبِرِّ.

  1. الصفتين الثالثة والرابعة هما السلام والبر. ويقصد بالجبال التي تحمل سلامًا العظماء روحيًا، وحياتهم سامية مثل الجبال المرتفعة. هؤلاء مملؤون سلامًا، وفى نفس الوقت قدوة لباقى الشعب. أما الآكام فهم أيضًا الروحانيون الأقل مرتبة من الجبال. وهؤلاء مملؤون برًا وصلاحًا، وهم أيضًا قدوة لغيرهم. ومعنى هذا أن عهد سليمان كان عهد سلام، وأعطى فرصة للروحانيين أن يحيوا مع الله، ويسموا في حياتهم.

  2. هذه الآية تنطبق أيضًا على المسيح الذى هو إله السلام، وأعطى السلام لتلاميذه، وشعبه، وكذلك هو البار القدوس، الذي قال "مَنْ منكم يبكتني على خطية" (يو8: 46).

  3. الجبال ايضًا ترمز للملائكة والقديسين الذين في السماء، وهم الكنيسة المنتصرة، أما الآكام فترمز للقديسين الأحياء على الأرض، أي الكنيسة المجاهدة.

 

ع4: يَقْضِي لِمَسَاكِينِ الشَّعْبِ. يُخَلِّصُ بَنِي الْبَائِسِينَ، وَيَسْحَقُ الظَّالِمَ.

  1. الصفة الخامسة في الملك هي أنه ديان، فينصف المظلوم، ويعاقب الظالم. فيخلص المساكين والبائسين، أي الضعفاء والعاجزين، وفى نفس الوقت يعاقب الظالم بسحقه، أي إبادة قدرته، وتسلطه على المساكين.

  2. المساكين والبائسون هم المتضعون، هؤلاء يخلصهم المسيح بدمه على الصليب، أما الظالم وهو الشيطان فيسحقه بأن يقيده، وبعد هذا في يوم الدينونة يلقيه في العذاب الأبدي.

 

ع5: يَخْشَوْنَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ، وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.

  1. الصفة السادسة في الملك هي المخافة، أى يخافه ويخشاه ويحترمه شعبه. وقد كان لسليمان مهابة عظيمة من أجل قوته وعدله، وذكائه الشديد. فكان يدير البلاد على أحسن حال، ولا يستطيع أن يقف أحد قدامه، حتى مقاوميه هربوا، أو كانوا مقيدين عاجزين عن التغلب عليه، والمقصود بالشمس والقمر؛ النهار والليل، أي طوال الليل.

  2. تنطبق هذه الآية على المسيح أكثر من سليمان، فهو شمس البر المشرق على كنيسته التي هي القمر، ومخافته في قلوب الكل لأجل سلطانه، إذ كان يتكلم بسلطان وليس كالكتبة والفريسيين (مت7: 29) بالإضافة إلى أن مخافته وملكه يدومان إلى دور فدور، أي إلى الأبد، كما أعلن الملاك للسيدة العذراء (لو 1: 32).

 

ع6: يَنْزِلُ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ، وَمِثْلَ الْغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأَرْضِ.

الجزاز: جمع جزة وهي قطعة من الصوف مأخوذة من الغنم.

الغيوث: جمع غيث وهو المطر.

الذارفة: التى تسيل وتجرى.

  1. الصفة السابعة للملك هي التعزية الروحية، فسليمان كان ناجحًا في إدارة بلاده، وكان له سلطان، فخافته الأمم المحيطة، وتعاون معه ليس فقط شعبه، بل أيضًا جيرانه. فصارت بلاده غنية؛ حتى أن الكتاب المقدس أعلن أن الذهب والفضة كانت كالحجارة في أورشليم (2 أي 1: 15). فأفاض خيرًا على الجزاز، أي أورشليم وكذلك على الأرض التي هي كل بلاد بني إسرائيل.

  2. بفداء المسيح أعطى الخلاص لكل من يؤمن به من العالم كله، فأفاض بركات الخلاص بالروح القدس على الجزاز الذين هم اليهود الذين تنصروا، وعلى الأرض التي هي الأمم التي آمنت به.

  3. الجزاز هو العذراء التي نالت البشرى بالحبل الإلهي لخلاص العالم، والأرض هي العالم كله الذي نال بشارة الخلاص بواسطة الغيوث، الذين هم الرسل والكهنة والخدام.

 

ع7: يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ، وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ.

يضمحل: يزول

  1. الصفة الثامنة للملك هي واهب الفرح؛ لأن أيام سليمان كانت سلامًا، فأعطت فرصة للصديقين أن ينموا روحيًا، فتمتعوا بعشرة الله، وظلوا في انشغالهم بالله، وعبادته في هيكله، والتعلق به حتى اضمحل القمر، الذى هو سليمان، أي حتى نهاية حياة سليمان.

  2. وعندما نطبق هذه الآية على المسيح، فيعنى هذا أن الصديقين ينمون في العهد الجديد بقوة من أجل بركات الخلاص التي ينالونها بالمسيح، ويفرحون، بل يشرقون على غيرهم فيكونون نورًا للعالم، كما أوصاهم المسيح، ويظل الصديقون منيرين طوال حياة الكنيسة على الأرض، والتي يُرمز إليها بالقمر.

تمتع بصفات مملكة الله في كنيسته، واهتم بحضور الكنيسة، ونوال أسرارها، فتحيا مع القديسين السمائيين وأنت على الأرض، وتفرح كل حين بالمسيح الساكن فيك.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) امتداد مملكة الله (ع8-11):

 

ع8: وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ.

  1. الصفة التاسعة للملك هي أن له سلطان عظيم، فقد وهب الله سليمان أن يكون أعظم ملوك عصره، وامتد ملكه من بحر إلى بحر، ومن نهر إلى أقصى الأرض، أي أن مملكته كانت واسعة جدًا، فقد وصلت مملكة بني إسرائيل إلى أقصى اتساعها في أيام داود، وسليمان. ولعل المقصود من بحر إلى بحر، أي من البحر الأبيض غربًا إلى البحر الأحمر جنوبًا، ولعل المقصود بالنهر هو نهر الفرات وإلى أقصى الأرض، أي امتداد شاسع لمملكة سليمان لأن الله باركه.

  2. وإذا طبقنا هذه الآية على المسيح، فالمقصود أنه ملك الملوك الذي ملك على الأرض كلها؛ إذ آمن به الكثيرون من شعوب الأرض المختلفة (أع4: 4).

 

ع 9-11: أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ، وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً. وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ.

تجثو: تركع وتسجد

ترشيش: مدينة تجارية هامة في جنوب أسبانيا، وهي آخر المراكز التجارية المشهورة في العالم القديم، إذ تقع في أقصى غرب العالم.

شبا وسبا: بلاد تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية.

  1. تعاظم الملك سليمان حتى خضعت له الأمم المحيطة به، وحاولوا استرضاءه بتقديم هدايا له؛ إذ كان قويًا، وغنيًا ببركة الله، حتى أن الملوك خافوه. وأتت ملكة سبأ بهدايا كثيرة، وتعجبت عندما نظرت مجده العظيم، أما الذين حاولوا أن يقفوا ضده، عجزوا عن مقاومته، وخضعوا له كما عبرت الآية (ع9) أنهم يلحسون التراب، أي أن سلطانه امتد في الأرض كلها بخضوع الملوك له.

  2. هذه الآية منطبقة بوضوح على المسيح الذي هو ملك الملوك، وخضع له ملوك الأرض ورؤساؤها، مثل المجوس، الذين أتوا من المشرق وسجدوا له، وقدموا هدايا، وخضع له بالإيمان كثير من رؤساء وملوك الأرض.

إن تمسكت بوصايا الله يعطيك مهابة في أعين من حولك، ويرون الله فيك فيخضعون لك، أي يحترمونك ويتعلمون منك دون أن تدرى، فلا تتنازل عن مركزك العظيم بالخضوع لشهوات العالم، وكن دائمًا نورًا للعالم.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) مملكة حب (ع12-14):

 

ع12: لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ، وَالْمِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ.

  1. يبين كاتب المزمور صفات الملك المحب، فيوضح محبته لشعبه بصفات كثيرة أولها المُنجى، فهو يهتم بالفقراء، وبصرخاتهم إليه، فيعولهم، وينجيهم من كل آثار الفقر، مثل الإحساس بالحرمان. ويحميهم من السقوط فى السرقة، والتذمر، والتمرد فيعطيهم سلامًا.

  2. والصفة الثانية للملك هي أنه المعين للضعفاء والمساكين، فيساندهم في كل احتياجاتهم الروحية، والنفسية، والجسدية.

هذه هي صفات الملك سليمان إلى حد كبير، ولكن يظهر كمالها في المسيح ملك الملوك، الذي اهتم وساند كل محتاج، خاصة الذين ليس لهم أحد، مثل مريض بيت حسدا (يو 5: 1-15).

 

ع13: يُشْفِقُ عَلَى الْمِسْكِينِ وَالْبَائِسِ، وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ.

  1. الصفة الثالثة للملك المحب هي الإشفاق على المساكين، والبائسين، فقلبه مملوء بالحنان، وليس فقط يساعدهم، ولكنه يترفق بهم، ويتأنى عليهم، كما تحنوا الأم على رضيعها، وبهذا يشجعهم، ويفرح قلوبهم.

  2. الصفة الرابعة للملك المحب هي أنه المخلص، فيخلص الفقراء من الفقر، ويشبعهم، وكذلك من آثاره في حياتهم، فيحيوا مطمئنين، ونفسيتهم قوية، وشاكرين الله.

 

ع14: مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ، وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ.

  1. الصفة الخامسة للملك المحب هي أنه الفادى، الذي يفدى شعبه من الظلم، وطمع الآخرين فيهم، الذين يخطفون منهم ممتلكاتهم الصغيرة. وذلك لأن الملك عادل، وقوى، وقادر على حماية شعبه الضعيف. وتكمل هذه الصفة في المسيح الذي فدى شعبه بموته عنه على الصليب وإعطائه حياة جديدة فيه، ونجاه من الظالم الذي هو الشيطان.

  2. الصفة السادسة للملك المحب هي أنه يكرم الذين احتملوا الشدائد والضيقات، وماتوا ظلمًا، فيهتم بأجسادهم ومقابرهم، ويظهر برهم، وصلاحهم. وتظهر عظمة هذه الصفة في المسيح الذي يكرم أجساد قديسيه، فيجعل بعضها لا يتحلل، ويشجع شعبه على إقامة أعيادهم وتماجيدهم، وتسمية كنيسته على أسمائهم

ليتك تظهر محبتك لمن حولك خاصة المحتاجين والضعفاء، والعاجزين، ولا تكتف بمساعدتهم، ولكن ابتسامتك وكلماتك الطيبة هم في أشد الاحتياج إليها. وقد يكون هؤلاء المحتاجين للكلمة الطيبة هم أهل بيتك، فلا تنساهم.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(4) مملكة مباركة (ع15-19):

 

ع15: وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِمًا. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ.

  1. يتكلم هنا عن بركات الله للملك، فيعيطيه أن يعيش ويحيا، وهذه تحية تقدم للملك حتى الآن "يحيا الملك".

  2. ويغنى الله الملك فيقدم له الشعب تقدمات ثمينة، مثل الذهب النقى المأخوذ من بلاد شبا. وقد أغتنى سليمان جدًا، فصار أغنى ملوك عصره. والذهب يرمز للحياة السماوية، أي أن الشعب قدم له، ليس فقط عطايا مادية، بل قلوبهم وحياتهم التي تحيا بوصايا الله، فصارت سامية.

  3. كذلك أحب الشعب سليمان الملك، فكان يصلى لأجله دائمًا وذلك لصفاته العظيمة السابق ذكرها، وهذا مفرح لقلب الله، أن يحب الملك شعبه، ويحب الشعب الملك، ويصلون لأجله.

  4. يعطى الله للملك بركة دائمة طوال حياته، فكل ما يعمل ينجح فيه. وقد نجحت تجارة، وأعمال سليمان، وعلاقاته بالأمم المحيطة.

  5. عندما نطبق هذه الآية على المسيح نجده أنه هو الحي إلى الأبد، وقدم له المجوس هدايا، ذهب، ولبان، ومر. وأظهر الآب محبته وبركته للإبن، حتى أن المؤمنين بالمسيح يصلون باسمه على الدوام، ويباركونه.

 

ع16: تَكُونُ حُفْنَةُ بُرّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا، وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ.

حفنة: ملء الكف.

بر: حبوب القمح.

  1. يبين كاتب المزمور بركة الله مع أولاده، فيكونون مثل حفنة من حبوب القمح تلقى على الجبال، فتنمو وتعطى سنابل حتى على رؤوس الجبال التي يصعب الزراعة عليها لشدة الهواء، ويكون المحصول وفير مثل أشجار لبنان الممتلئة ثمارًا، وتتمايل مع الرياح، وتكون الثمار كثيرة في المدينة وفى الحقل وفى كل مكان، أي أن بركة الله تشمل كل ممتكلات أولاده، الذين تعبوا في إعدادها، الكل يكون مباركًا من الله.

  2. تنطبق هذه الآية على الكنيسة التي هي حبة الحنطة، أو حبة الخردل، التي نمت وصارت شجرة عظيمة (مت 13: 32) وأصبح لها ثمارًا في كل مكان، في المدينة وعلى الجبل بنعمة الله، رغم أنها بدأت صغيرة، ولكن انتشرت المسيحية في كل العالم في القرن الأول.

 

ع17: يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ، وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ.

  1. تظهر أيضًا بركة الله للملك في أن يبقى اسمه إلى الدهر، أي خلود نفس سليمان إلى الأبد في الملكوت؛ لأجل صلاحه. وأيضًا تنتشر أخبار عظمته في الأرض كلها في أيامه، أي حيثما تشرق وتضئ الشمس. بالإضافة إلى هذا يصبح الملك سليمان سبب بركة لكل من يتعامل معه. وفى النهاية كل من يعرفه يباركه ويعظمه، ويمجده.

  2. تنطبق هذه الآية بوضوح على المسيح الذى هو منذ الأزل وإلى الأبد اسمه عظيم، وممتد في الأرض كلها، وهو مصدر البركة للعالم كله. وفى النهاية يباركه، ويمجده الجميع.

 

ع18: مُبَارَكٌ الرَّبُّ اللهُ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، الصَّانِعُ الْعَجَائِبَ وَحْدَهُ.

في نهاية المزمور يعلن أن الله يستحق أن نمجده، فهو مبارك من أجل أعماله العظيمة التي عملها؛ سواء في خلقة الإنسان، أو مع كل البشرية، أو مع شعبه بني إسرائيل. فهو الإله الوحيد، المستحق البركة، وليست آلهة الأمم الوثنية، التي هي شياطين.

 

ع19: وَمُبَارَكٌ اسْمُ مَجْدِهِ إِلَى الدَّهْرِ، وَلِتَمْتَلِئِ الأَرْضُ كُلُّهَا مِنْ مَجْدِهِ. آمِينَ ثُمَّ آمِينَ.

  1. يُختم المزمور بإعطاء التمجيد لله إلى الدهر، أي إلى الأبد، فهو ممجد من أولاده على الأرض، وكذلك من السمائيين، بل يتمنى كاتب المزمور أن تمتلئ الأرض من مجده، فترتفع القلوب والألسنة في كل مكان تمجد الله. وهذا ما تم فعلًا عند الإيمان بالمسيح، فعاد الكثير من الأمم إلى الله الذي خلقهم، ومجدوا اسمه القدوس بحياتهم، بشفاههم.

  2. يرى كثير من الآباء والمفسرين أن الآيتين الأخيرتين من هذا المزمور (ع18، 19) هما تمجيد لله وضع في نهاية الكتاب الثانى من المزامير بحسب تقسيم اليهود، وهو من (مز 42) حتى (مز 72)، أي أن هاتين الأيتين ليستا من المزمور 72، بل ختام عام للكتاب الثاني.

  3. نرى أن (ع19) تنتهي بكلمة آمين ثم آمين كما تختم باقي كتب المزامير (الأول، والثالث، والرابع) أما الخامس فلم يكتب فيه هكذا؛ لعدم الحاجة إلى ذلك، لأنه واضح أنه نهاية سفر المزامير كله.

إن بركة الرب عجيبة لأولاده، فهي تغنيك عن كل ما في العالم؛ إذ يكفى أن يكون الله معك، فتجد أن القليل الذي معك يشبعك ويفرحك، وإن احتجت للكثير يعطيك. فتمسك بوصاياه، وإن أخطأت عد سريعًا بالتوبة، فتحتفظ بالبركة معك دائمًا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/psalms/chapter-072.html

تقصير الرابط:
tak.la/a9jdyqa