St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-013-His-Grace-Bishop-Metaos  >   002-Rohaneyat-Al-Sala-Bel-Agbeya
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب روحانية الصلاة بالأجبية لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام

36- فائدة الصلاة حسب نظام معين موضوع

 

إذا لم يكن لنا نظام معين أو قانون منتظم في صلواتنا وتركنا لأنفسنا الحرية لنصلي متى أحسسنا بالرغبة في الصلاة، فإن هذا يمثل خطرًا كبيرًا على حياتنا الروحية وينتهي غالبًا إلى الإهمال الكلى للصلاة, حيث أن الصلاة من أصعب الممارسات الروحية على الجسد الذي يميل دائمًا إلى الراحة أو الانشغال بالأمور المادية التي تناسب طبيعته، لذلك لما سُئِل القديس أغاثون "أي فضيلة أعظم في الجهاد؟" أجاب "ليس جهاد أعظم من أن نصلي دائمًا لله، لان الإنسان إذا أراد أن يصلي كل حين حاول الشياطين أن يمنعوه, لأنهم يعلمون بأن لا شيء يبطل قوتهم سوى الصلاة أمام الله. كل جهاد يبذله الإنسان في الحياة ويتعب فيه لا بُد أن يحصد منه الراحة أخيرًا إلا الصلاة، فإن مَنْ يصلي يحتاج دائمًا إلى جهاد حتى آخر نسمة" (عن بستان الرهبان).

St-Takla.org Image: Peace in God, prayer, life of hope and faith, by Tasony Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: السلام في المسيح، الصلاة، حياة الرجاء و الإيمان، رسم تاسوني سوسن

St-Takla.org Image: Peace in God, prayer, life of hope and faith, by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السلام في المسيح، الصلاة، حياة الرجاء و الإيمان، رسم تاسوني سوسن.

لذلك أجمَع الآباء القديسون على وجوب الالتزام بقانون مُنَظَّم لأنهم رأوا أن هذا الأمر يناسب الجميع ولا سيما المبتدئين في حياتهم الروحية حتى يتعودوا على النظام في صلواتهم مما يساعدهم في حياتهم الروحية عمومًا، ويقول القديس جيروم "يجب أن نعين أوقاتًا للصلاة حتى إذا حدث وانشغلنا بأي عمل فإن الوقت نفسه يذكرنا بواجبنا".

ومن ذلك نستنتج أن ارتباطنا بقانون محدد للصلاة هو عَونٌ لنا، فأكثرنا يحتاج إلى نوع من الدافع أو المشجع للصلاة، وهذا ما يحققه هذا النظام ويجعلنا ننتظم في تأدية واجباتنا الروحية وإلا أصبحنا مهملين وكاسرين للقانون الروحي الموضوع لنا من آبائنا الروحيين وهذا يعتبر خطية يجب التوبة عنها والاعتراف بها "لأن مَنْ يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له" (يع 4:17)، والصلاة هي حسنة الحسنات التي يجب أن نهتم بها ونعملها بكل اجتهاد ونشاط.

أن أكثر ما يهم الله هو أن تتحرك إرادتنا نحوه ونسعى للاقتراب إليه والالتصاق به باستمرار، واتخاذنا قاعدة محددة أو نظام معين للصلاة نرتبط به ونعمل جهدنا للالتزام به هو في حد ذاته تصميم على الصلاة والتحدث إلى الله بانتظام بغض النظر عن الحالة الروحية التي نكون عليها، وقانون الصلاة هو بمثابة عهد لاستمرار الإنسان في الصلاة وأن يكون أمينا إلى الموت رغم كل الظروف والمعوقات، وواضح أن ربط أنفسنا بهذا القانون هو بمثابة عمل من أعمال الإرادة البعيدة الأثر، وهو أفضل من ترك أنفسنا نصلى حينما نشعر بتأثير عارض، لأنه مهما يكن هذا التأثير قويا في حينه فإنه سيضعف ويزول بعد فترة دون أن يترك أثرا.

أن الرب يسوع المسيح ركز كثيرًا في وصاياه على وجوب الصلاة والمواظبة عليها باستمرار مثل قوله "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت 26: 41)

"يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (لو 18: 10)، كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه (مت 21: 22) ووصايا معلمنا بولس الرسول "حارين في الروح. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). عابدين الرب... مواظبين على الصلاة ( رو 12: 11، 12) فيها بالشكر" (كو 4 : 2). وغير هذا كثير.

فإن أصابت الإنسان حالة فتور أو جفاف روحي وضاعت منه كل أهداف الصلاة يكفيه أن يحتفظ بهذا وهو أنه يصلي لأن الرب أوصَى بالصلاة وكرر هذه الوصية كثيرًا وركز عليها، وهو يصلى كابن مطيع لوصية أبيه السماوي، وبذلك يحتفظ بقانونه في الصلاة ولا يتخلى عنه مهما كانت الظروف، والله الطيب المحب يعطيه ما يشاء من تعزيات وزيارات النعمة في الوقت الذي يريده وبالطريقة التي يختارها حينما يراه أمينا في صلواته وجهاده، دون أن يجعل المصلى هذه التعزيات وزيارات النعمة هي هدف صلواته ومركزها لأن ملكوت الله لا يأتي بمراقبة (لو 17: 20) "ولأنه ليس بكيل يعطى الله الروح" (يو 3: 34 ).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-013-His-Grace-Bishop-Metaos/002-Rohaneyat-Al-Sala-Bel-Agbeya/Spirituality-of-Agbia-Prayer__36-Use.html

تقصير الرابط:
tak.la/5yfpaz5