St-Takla.org  >   Coptic-Faith-Creed-Dogma  >   Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa  >   08-Coptic-Feasts-Mastery__Fr-Isiah
 

طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد فرج

12- الأعياد السيدية الكبرى:
(2) عيد الميلاد المجيد

 

عيد الميلاد المجيد هو ثاني الأعياد السيدية الكبرى وهو ينبوع النعم والبركات الخلاصية... عيد ميلاد الكلمة الأزلي الذي طربت له السموات وابتهجت له الأرض إذا فيه تبدلت وحشة العدل بأنس الرحمة... ومسح نور النعمة ظلام الناموس. وتمت النبوات وأنجزت المواعيد الإلهية وتجلت الحقائق الروحية تمحو بضيائها الظلال الطقسية... وفيه أعلنت محبة الله للإنسان فاطمأن جميع المنتظرين تعزية إسرائيل (لو 2: 25) وفيه ساوت الأرض السماء وشاركت السماء الأرض فسبحت الله الجنود العلوية هاتفة "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو 2: 14). يوم عجيب سماه الوحي الإلهي (ملء الزمان) إذ أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى (غل 4: 4، 5) ورتبت الكنيسة الاحتفال بهذا العيد لتذكير بنيها بمحبة الله وتنازل ابنه الوحيد لخلاصهم (مت 1: 21)، وأول من قدس هذا العيد واحتفل به هم الملائكة في السماء الذين زفوا للعالم بشرَى الفرح العام بولادة المخلص المسيح الرب (لو 2: 15) واحتفال الملائكة بهذا العيد وفرحهم به كان تنفيذًا لأمر الله الذي سر به أيضًا. وهذا يدلنا على فضلة وامتيازه عن بقية الأعياد... وقد صار حقًا على الكنيسة المنشدة به أن تشترك معهم في الأفراح السماوية ممجدة الله الذي افتقد شعبه وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه ليضئ للجالسين في الظلمة وظلال الموت (لو 1: 68 - 79).

هذا وقد تسلمت الكنيسة حفظه والاحتفال به من الرسل أنفسهم بدليل ما جاء في أوامرهم (يا أخواتنا تحفظوا في أيام الأعياد التي فيها عيد ميلاد الرب وكلموه في اليوم الـ25 من الشهر الـ9 للعبرانيين الموافق 29 من الشهر الرابع للمصريين (كيهك) ولا تشتغلوا في يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أعطيت للبشر في ذلك اليوم (المجموع الصفو ب 19 وجه 197، 199).

St-Takla.org Image: Modern Coptic art: icon of Nativity of Jesus Christ صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة أيقونة قبطية حديثة عن ميلاد السيد المسيح

St-Takla.org Image: Modern Coptic art: icon of Nativity of Jesus Christ

صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة أيقونة قبطية حديثة عن ميلاد السيد المسيح

وتدل أقوال القديسين وشهادات الطوائف الأخرى على أنه كان ولا يزال محفوظًا في الكنيسة منذ الأزمنة الرسولية... فالقديس باسيليوس يتكلم عن تقديسه وحفظه (ف 30 راجع كتاب المجموع الصفوي وجه 198) والذهبي فمه يتكلم عن وجود هذا العيد في الكنيسة ويعد فوائد الاحتفال به بقوله (إنه وأن كانت لم تنقص السنة العاشرة منذ ظهر هذا اليوم وصار معروفًا فهو قد عرف للساكنين في الغرب ونقل إلينا قبل سنوات كثيرة ومع ذلك تعاظم بسرعة وأتى بثمار يانعة وعزيزة بمقدار ما ترى ألان الكنائس ملآنة تكاد تضيق بجماهير المحتشدين (عظة 31 عن الميلاد) أما البروتستانت فهم يسلمون بوجوب تعييده (راجع شهاداتهم السابقة) وقال صاحب "ريحانة النفوس" أنه كان موجودًا في الجيل الثالث إلى أن قال: (هذه الأعياد الأربعة: القيامة والعنصرة وجمعة الآلام وعيد الميلاد كانت موجودة في الأربعة الأجيال الأولى (وجه 19 - 23)... وليس هذا فقط بل أن أهالي أمريكا وألمانيا وإنجلترا والدنمارك الذين معظمهم تابع للمذهب البروتستانتي يمارسونه سنويًا ويقيمون الاحتفالات ويعطلون المصالح ويقفلون المدارس إجلالًا له بل أن احتفالاتنا لا تذكر بجانب احتفالاتهم الجامعة لكل مظاهر الإجلال والبهاء.

على أنه إذا كانت شعوب الأرض ورؤسائها يحتفلون بمولد ملوكهم سنويًا ويرون ذلك واجبًا عليهم أفلا يجب على المسيحيين أن يحتفلوا بميلاد من احتفلت بمولده ملائكة السماء - ملك الملوك ورب الأرباب وإذا تقرر ذلك بقى علينا أن نلاحظ:-

أولًا: أن الكنيسة كما تسلمت - تحتفل بإقامة تذكار هذا العيد (و الغطاس أيضًا) ليلًا لأن ولادة المخلص كانت في منتصف ليلة 25 كانون الأول - 29 كيهك، وفي الكتاب المقدس إشارة إلى ذلك (لو 2: 8 - 10) فمن قوله (و كان رعاة مُتَبَدِّين يحرسون حراسات الليل. وإذا ملاك الرب وقف بهم وبشرهم...) نستنتج أن ولادة المخلص كانت ليلًا، وقد أيد ذلك القديس باسيليوس بقوله (وأما يومًا الميلاد والغطاس فإن أباء مجمع نيقيه قروا أن يتقرب فيهما ليلًا وذلك لا لكراهية الصوم بل لتمجيد العيد (ق 30 راجع المجموع الصفوي وجه 176، 198).

ثانيًا: أن الكنيسة تحتفل بهذا العيد في ليلة 29 كيهك من كل سنة وذلك لأنه اليوم الذي ولد فيه المخلص إلا أنه قد يقع العيد أحيانًا في 28 منه وذلك في الكنيسة وهذا لأسباب أوضحها الآباء والعلماء وهي (أن البشارة بتجسد المخلص كانت في 29 برمهات وبما أن السنة الكبيسة يزيد عليها يوم واحد ولا يصح امتداد مدة إقامة سيدنا في أحشاء عن 9 شهور التي أقامها مدة الحمل به ولا يمكن تغيير الختان من 6 طوبة ولا دخول السيد المسيح الهيكل عن 8 أمشير ولا تحويل الميلاد عن 29 كيهك كما اتفق سنة ميلاده لئلا يتغير الختان ودخوله الهيكل عن ميعادهما وان بقى العيد في يومه يزيد مدة إقامته في الأحشاء كميتها ولا يمكن إبطال اليوم الزائد في السنة الكبيسة لئلا تتحول السنين عن أوقاتها... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). انتخبوا طريقة لطيفة وهي أما أن يضموا يوم 28 كيهك إلى 29 منه ويجعلوها يومًا واحدًا وأما أن يعتبروا يوم 28 بدل من 29 ويصير الأول وهو ال29 بذاته، وبهذا الفن صارت السنين متساوية العدد واستمرت الروابط المتقدمة والمتأخرة في مواعيدها المقررة وقالوا أن السبب في جواز التعييد في 28 بدل من 29 في السنة الكبيسة وهو أن ولادة السيد المسيح كانت ما بين العشائين فمن ضم اليومين إلى بعضهما واعتبارهما يوم واحدًا يقول أن 28 يشبه المساء ويوم 29 يشبه بالصباح والذي يقول أن 28 يشبه المساء ويوم 29 يشبه بالصباح والذي يقول أن 28 حل محل 29 يقول أننا عيدنا في الميعاد عينه (راجع الحق سنة 10: 317).

 

طقس العيد:-

 

أ- برمون العيد:-

إذا كان البرمون يوم السبت فيستعاض عنه بالحقيقة... وما يقال السبت يقال الجمعة أيضًا (فتعاد الألحان والقراءات يومين)... أما إذا كان البرامون أصلًا الأحد فيستعاض عنه بالسبت ولما كان لا يصح الانقطاع يوميّ الأحد والسبت فيستعاض عنه بالجمعة وبذلك يكون البرمون يوم الجمعة... وتكرر الألحان والقراءات لمدة ثلاثة أيام وطقس هذا البرامون من ناحية الصوم والمزامير مثل طقس الصوم الكبير فقداسة متأخرة (ينتهي الساعة الثالثة افرنجيًا... التاسعة في النهار) ومزاميره حتى النوم (ويزاد عليها في الأديرة الستار أيضًا).

 

ب- تسبحة نصف الليل (الخاصة بالبرامون):-

توجد سبع إبصاليات كانت مرتبه أصلًا على ثيؤطوكيات الأسبوع أما الآن فتقال بالترتيب الآتي:-

على الهوس الأول، شيري ني ماريا، الهوس الثاني، الهوس الثالث المجمع، الهوس الرابع والثئوطوكية qeotokia... وطبعًا تقال الإبصالية قبل الهوس... وبعد نهاية الهوس أو المجمع أو الثيئوطوكية... يقال طرح وهو الموجود عقب الإبصالية التي قرئت قبل الهوس أو... وذلك في كتاب طروحات وإبصاليات برمونى وعيدى الميلاد والغطاس مع ملاحظة الآتي:-

1- لو كان البرامون يومًا واحدًا تقال هذه الإبصاليات السبعة حسب الترتيب المراعي والذي سيرد ذكره في شرح تسبحة نصف الليل لعيديّ الميلاد والغطاس.

2- إذا كان البرامون يومين يقال في أول يوم إبصالية البرامون الموافقة لهذا اليوم... وفي اليوم الثاني تقال السبعة إبصاليات حسب الترتيب المُرْاعَى. وإذا كان البرمون ثلاثة أيام يتبع نفس النظام أي يقال في اليومين الأولين ثم في يوم البرامون التي توافق اليوم ثم في يوم البرامون الأصلي تقال السبعة إبصاليات حسب الترتيب المُرْاعَى.

 

ج- قداس البرامون:-

إذا اكتفوا بصلاة المزامير في القداس حتى الساعة التاسعة فينبغي أن تكمل قبل تسبحة عشية العيد يوجد مرد ابركسيس ``Pra[ic ، مرد إنجيل، اسبسمس واحد (أدام).

 

د- عشية عيد الميلاد المجيد:-

تقال إبصالية اليوم السابق للعيد فمثلًا إذا كان العيد الخميس فتُصَلَّى إبصالية الأربعاء هكذا وهذه البصالية (التي تقال) واحدة من الإبصاليات السبعة الخاصة بالعيد نفسه. ثم تقال ثيئوطوكية اليوم... ويكمل كالمعتاد مع مراعاة قراءة الطرح والميمر الخاص بالعيد بعد الثيئوطوكية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/08-Coptic-Feasts-Mastery__Fr-Isiah/Taks-Al-Eid-Al-Saiedy-Al-Kebty_012-Holy-Nativity-Feast-Christmas.html

تقصير الرابط:
tak.la/wdzhxf7