St-Takla.org  >   articles  >   fr-botros-elbaramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي - تاريخ المقال: 18 سبتمبر 2018 م.

 103- سمات أولاد الله

 

مما لا شك فيه وجوب وجود تمايز بين اولاد الله واولاد العالم، فأولاد الله السائرين في مخافته وحفظ وصاياه والتمسك بأقواله الإلهية، والجهاد الروحي اليومي لكي ينالوا المواعيد العظمى والثمينة "اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم" (2بط 1: 4). هؤلاء الأولاد يجب ان يكون لهم بعض الصفات المميزه لهم عن غيرهم، ومن خلالها يعرفون فيصيرون شموعًا مضيئة يضيئون في ظلمة العالم. من بين هذه الصفات:

1- أولاد الله يسيرون مع الله: إن الانسان المؤمن هو مؤمن حقًا لأن حياته الداخلية مرتبطة مع الله وتوجد بينه وبين الله شركة واتفاق، ومن ليس له هذه الشركة فإيمانه كاذبًا وبنويته مغشوشة.

هكذا قيل عن اخنوخ البار انه "سار مع الله" وداود النبي يقول "جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع" والرسول يوحنا الحبيب يقول على لسان المؤمنين الحقيقيين "وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح".

 

St-Takla.org Image: Man with devil and angel over his shoulders - screenbean. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل على كتفيه ملاك وشيطان - سكرينبين.

St-Takla.org Image: Man with devil and angel over his shoulders - screenbean.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل على كتفيه ملاك وشيطان - سكرينبين.

2- أولاد الله يطيعون الله: ان طاعة أولاد الله تكون طاعة كاملة. فحسب كل ما يأمرهم الله هكذا يفعلون بحب وثقة وإيمان. والطاعة صفة من صفات أولاد الله الأساسية. فبطرس الرسول يدعو المؤمنين أولاد الطاعة (1بط 1: 14). والله شهد عن داود النبي والملك قائلًا " جدت داود بن يسى رجل حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي" (أع 13: 22). والسيد المسيح له كل المجد بنفسه لكي يعطينا مثالًا لبنوية الله خضع لهذا الناموس بعينه، فيقول الكتاب المقدس عنه "مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به" (عب 5: 8).

- وطاعة أولاد الله هي أساس عطايا الله ومواهبه لهم. فالروح القدس يعطيه الله للذين يطيعونه (أع 5: 32).

 

3- أولاد الله يؤمنون به: تعالوا نرى موح مثالًا للإيمان بالله، فقد عمل حسب كل ما أمره به الرب لا لأنه عاين الطوفان بعينه ولكن فقط لأنه آمن بكلام الله وَصَدَّق قوله، ولذلك يقول بولس الرسول في اصحاح الإيمان "بالإيمان نوح لما أوصى إليه الروح عن أمور لم تُرّ بعد خاف فبنى فلكًا لخلاص بيته" (عب 11: 7)، وهو في نفس الاصحاح ينسب كل الأعمال التي عملها القديسين لروح الإيمان المتأصل داخل نفوسهم، واليوم يكلنا الرب عن دينونة عتيدة أن تصير وعن وقوف أمام كرسي المسيح وعن سماء للأطهار وبحيرة نار متقدة بالكبريت للأشرار وعن مجئ ثانٍ مهوب ومخيف للذين يسيرون بالإثم. فهل نظهر إيماننا بأقوال الله؟ أم نحيا حياة من لا يصدق ما تقوله لنا كلمة الله الحية الفعالة؟

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

4- أولاد الله يحيون حياة الكمال: إن الكمال مطلوب من كل المسيحيين دون استثناء وذلك حسب وصية السيد المسيح بنفسه لنا "كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل" (مت 5: 48). والحياة المسيحية الحقة هي الحياة النامية التي تسير إلى الكمال "إلى أن ننتهي جميعًا إلى وحدانية الإيمان إلى انسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" (أف 4: 13). أما الحياة التي تقف عند حد فهي حياة لم تبلغ بعد سر الإيمان المسيحي الحقيقي. وهذا الكمال ممكن إذا ما تسلمت الحياة بالتمام لعمل النعمة المتجدد فيها.

 

5- أولاد الله لا يتأثرون بشر الوسط: لقد ذكر عن نوح انه كان رجلًا بارًا كاملًا في جيله، أما الذين كانوا معه في نفس الجيل ونفس الأرض والوقت فكان كل واحد منهم قد افسد طريقه أمام الرب. إذًا فنوح حفظ كماله ليس وسط جيل كامل لكن وسط جيل مملوء بالشر والمفاسد. وهذا يوضح بطلان حجج من يعتذرون عن عدم استقامتهم وسيرهم في طريق الرب بسبب شر الوسط الذي يعيشون فيه. ويظهر أن النفس التي لها سر الإيمان الحقيقي مهما زاد شر الوسط الذي تعيش فيه وإزداد فساده، فهي تستطيع ان تحافظ على نفسها وسط هذه الشرور وهذا المجتمع الملئ بالمفاسد المتعددة.

- لقد عاش الآباء – نوح وابراهيم وايوب ودانيال – جميعهم وسط اجيال شريرة، ولكن علاقتهم بإلههم لم يمسها سوء وظلت حياتهم متلألئه مضيئة وسط ظلمة ومفاسد جيلهم ومجتمعهم. فكانوا شموعًا مضيئة وسط ظلام دامس.

- والله يريد أولاده المسيحيين المدعوين بإسمه المبارك يظهرون سر هذه القوة في كل الأجيال، وسط كل الظروف. هكذا يقول السيد المسيح "فليضئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 16).

- ولسان العطر بولس يقول "لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (في 2: 15).

- لذلك صلى السيد المسيح من أجل تلاميذه قائلًا "لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير" (يو 18: 15). هنا، يمكننا بقوة هذه النعمة الحافظة أن نعيش في العالم لكننا لا نكون من العالم.

- والمؤمنون الحقيقيون الذين لهم أصل في ذواتهم لا يضرهم شر الوسط المحيط بهم فقط لكنه بالعكس انه يزيد حياتهم ضياءًا ولمعانًا.

- هكذا يجب أن يتسم أولاد الله، وأن يكونوا مثالًا وقدوة صالحة لكل المجتمع الذين يعيشون فيه، فهم يحيون في العالم ولا يذوبون فيه، وإن ذابوا فيه يكون لفعل حفظ العالم من الفساد كما قال السيد المسيح "أنتم ملح الأرض" (مت 5: 13)، وكذلك حياتهم تكون نورًا لعالم مظلم، سيقودون الكل إلى طريق السلام والمحبة والنمو الروحي " أنتم نور العالم" (مت 5: 14).

المقال بصيغة أخرى:

 

سمات أولاد الله

 20/10/13

 

نستكمل اليوم ما بدأناه، يتسم أولاد الله الذين يسيرون في الطريق الروحي السليم بعدة سمات نذكر هنا بعضها:

 

1- أولاد الله يسيرون مع الله:

- فالمؤمن هو مؤمن حقًا لأن حياته الداخلية مرتبطة مع الله، وتوجد بينه وبين الله شركة واتفاق. ومن ليس له هذه الشركة فإيمانه كاذبًا وبنوته لله مغشوشة وغير حقيقية.

هكذا قيل عن رجل الله أخنوخ البار "سار مع الله".

وداود النبي يقول "جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز 16: 8).

ولسان العطر بولس يقول عن لسان المؤمنين الحقيقيين "اما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (1يو 1: 3).

 

2- أولاد الله يحيون حياة الإيمان الفعلي:

فأمامنا مثلًا حيًا وهو نوح البار الذي عمل حسب كل ما أمره به الرب لا لأنه عاين الطوفان بعينه ولكن فقط لأنه آمن بكلام الله وصدق مواعيده وأقواله ولذلك امتدحه معلمنا بولس الرسول عندما تحدث عن رجال الإيمان بقوله "بالإيمان نوح لما أوحى إليه عن أمور لم تر بعد خاف فبنى فلكًا لخلاص بيته" (عب 11: 7).

هنا فلا بد أن ننتبه إلى الرسول بولس العظيم في حديثه في رسالة العبرانيين الاصحاح الحادي عشر نراه ينسب كل أعمال القديسين لروح الإيمان المتأصل في نفوسهم، ولذلك يكلمنا الرب عن دينونة عتيدة أن تصير وعن وقوف أمام كرسي المسيح العادل وعن سماء للأبرار وبحيرة نار متقدة بالكبريت للأشرار، وعن مجيء ثان مهوب ومخيف للذين يسيرون بالإثم.

فهل نظهر إيماننا بأقوال الله، أم نحن نحيا حياة من لا يصدق ما تقوله لنا أقوال الله "كلمة الله" كما فعلت أمنا حواء سابقًا؟

فعلينا أن نحيا حياة الإيمان الكامل العامل بالمحبة كما أوصانا الإنجيل المقدس.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

3- أولاد الله يحيون حياة الكمال:

ان الكمال مطلوب من كل المسيحيين، فهو وصية وفم الرب يسوع نفسه بقوله "كونوا كاملين كما ان أباكم السماوي هو كامل" (مت 5: 8).

والحياة المسيحية عامة هي الحياة النامية التي تسير نحو الكمال "إلى ان ننتهي جميعًا إلى وحدانية الإيمان إلى انسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" (اف 4: 13).

أما الحياة التي تتفق عند حد معين فهي حياة لم تبلغ بعد إلى سر الإيمان المسيحي الحقيقي وهذا الكمال ممكن اذا ما تسلمت الحياة بالتمام لعمل النعمة المتجدد فيها.

 

4- أولاد الله يطيعون الله:

فلنتعلمها من نوح أيضًا، فقد ذكر عنه "ففعل نوح حسب كل ما أمره الله هكذا فعل" (تك 6: 22).

والطاعة لله هي طاعة كاملة، فحسب كل ما يأمرهم به الله هكذا يفعلون.

والطاعة هي سمة من سمات أولاد الله الأساسية. فمعلمنا بطرس يدعو المؤمنين بأنهم "... أولاد الطاعة..." (1بط 1: 14). والله قديمًا قال عن داود "وجدت داود بن يسى رجلًا حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتى" (أع 13: 22).

والسيد المسيح نفسه اراد ان يعطينا مثلًا حيًا للطاعة في طاعته لله الآب، فقد ذكر معلمنا بولس في رسالته غلى العبرانيين "... مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به" (عب 5: 8).

فطاعة أولاد الله له هي اساس عطاياه لهم؟

 

5- أولاد الله لا يتأثرون بشر الوسط المحيط بهم:

بالنظر إلى نوح الصديق كمثال نراه قد حفظ كماله ليس وسط جيل كامل فحسب ولكن وسط جيل مملوء بالشر والمفاسد. وهذا يبين بطلان حجة الذين يعتذرون عن عدم استقامتهم بسبب شر الوسط الذي يعيشون فيه "انت بلا عذر أيها الانسان".

وهنا تظهر النفس التي لها سر الإيمان الحقيقي مهما زاد شر الوسط الذي تعيش فيه وازداد فساده، فكمالها يبقى سالمًا لا تشوبه شائبة، وان الذين يصل اليهم فساد الوسط المحيط فأن تأثيرهم به ينبع من عدم تأصل المبادئ الصالحة في نفوسهم وليس بسبب فساد الوسط المحيط.

فالآباء نوح، وابراهيم، وأيوب، ودانيال هؤلاء جميعًا عاشوا وسط أجيال شريرة ولكن علاقتهم بإلههم لم يمسها سوء وظلت حياتهم متلالئة لامعة مضيئة مثل الجواهر الثمينة وسط ظلمة هذا الوسط الفاسد.

والله يريد منا نحن المسيحيين ان نظهر سر قوته في كل الأجيال ووسط كل الظروف، ونضئ وسط الظلمة.

هكذا يقول السيد المسيح "يضئ نوركم قدام الناس لكي يرى الناس أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 16).

كذلك القديس بولس الرسول يقول "لكي تكونوا بلا لوم بسطاء أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معوح وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (في 2: 16).

ولذلك أيضًا صلى السيد المسيح في صلاته الوداعية من أجل تلاميذه قائلًا "لست اسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تخفظهم من الشرير" (يو 17: 15).

ومن خلال ما سبق نقول انه يمكننا ان نعيش في هذا العالم الملئ بالشرور بقوة النعمة الحافظة لنا دون ان نتلوث بشروره ومعاثره، ونعيش في العالم ولا يعيش العالم فينا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/gods-children.html

تقصير الرابط:
tak.la/583zxj8