تفسير سفر التكوين - المقدمة

سمي في اليونانية (الترجمة السبعينية) بالتكوين، لأن فيه ذكر بدء تكوين العالم والإنسان والسقوط فهو سفر البدايات. أما في العبرية فيسمى بأول كلماته وهي في البدء.

موسى النبي كما أثبتنا في مقدمة الأسفار الخمسة.

كتبه حوالي عام 1450 ق.م. قبل قيادة شعب الله وإخراجهم من مصر أو بعد ذلك بقليل أي بعد استلامه لوحى الشريعة.

أرض مديان حيث كان يرعى غنم يثرون حميه بعد هروبه من مصر. وتقع أرض مديان غالبًا عند طرف خليج العقبة. وهناك رأي آخر أنه كتبها في برية سيناء بعد استلام لوحى الشريعة.

عناية الله: الذي خلق العالم للإنسان ثم خلقه بتدبير عظيم، واهتمامه به بعد السقوط، وإنقاذ نوح من الهلاك وعنايته بالآباء "إبراهيم وإسحق ويعقوب" في البرية و"يوسف" في مصر.

فقد خلقه ليحيا في صداقة معه بالجنة وأعطاه وصية لتظهر حريته ومحبته لله، ثم سعى لإرجاعه بعد السقوط وتكوين صداقات قوية مع الآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب.

تدبير الخلاص

عند سقوط الإنسان أعطاه وعدًا للخلاص من خلال نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية، أي المسيح الذي ينتصر على الشيطان، وعلَّمه تقديم الذبائح التي ترمز لدم المسيح الفادى وأعلن الإيمان به والسلوك الروحي من خلال أولاده القديسين نوح وإبراهيم وأولاده...

نشأت الخطية في الجنة بإيعاز من الشيطان، ولكن الله أعطى الوعد بالخلاص وحذَّر منها عندما كلم قايين وأطال أناته على العالم الشرير أيام نوح، وعلى شعب سدوم وعمورة أيام إبراهيم ... معطيًا رجاء في الخلاص بالدم المسفوك، وبفلك نوح، وقوس قزح.

يقدم الحياة الروحية بشكل عملى قوى في حياة هابيل ونوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف بإيمانهم القوى وطاعتهم لكلام الله حين قدموا الذبائح ورفعوا الصلوات والشكر وبغربتهم عن العالم وسكناهم في خيام.

1. نثرًا: كتبه موسى النبي نثرًا وليس شعرًا.

2. بسيط: يعلن سفر التكوين حقائق هامة جدًا في حياة البشرية بكلمات بسيطة واضحة سهلة الفهم للبسطاء ومملوءة أعماقًا للمتأملين.

3. الحقائق: دحض هذا السفر الأساطير السائدة عند الأمم عن بداية العالم وتاريخ البشرية الأول معلنًا الحقائق الأساسية في بساطة.

1. الأسرة: في إتحاد الرجل والمرأة في جسد واحد وهو سر الزيجة كما أعلن لآدم (تك2: 24).

2. المسيح المخلص: كما أعلن الله بنفسه لحواء أن نسلها يسحق رأس الحية أي المسيح يسحق الشيطان على الصليب ويقيده (تك3: 15).

3. المسيح من نسل إبراهيم: كما يظهر في وعد الله له (تك22: 18).

4. المسيح من نسل يهوذا: كما يظهر في بركة يعقوب لابنه يهوذا (تك49: 10).

المسيح هو هدف الكتاب المقدس كله وأيضًا سفر التكوين وتوجد رموز كثيرة له داخل هذا السفر وأهمها:

1. شجرة الحياة: (تك 3: 22) فهي تعلن المسيح المخلص مصدر الحياة داخل القلب وداخل الفردوس وفى العالم كله، وهي تشير أيضًا للصليب مصدر الحياة والخلاص لكل من يؤمن به.

2. الذبيحة: التى عملها الله لآدم ثم ألبسه جلدها وقدمها هابيل وكل نسل آدم وهي إشارة لذبيحة المسيح، فبدون سفك دم لا تحصل مغفرة (تك 4: 4) ولا ستر وتغطية للخطية.

3. فلك نوح: هو رمز للكنيسة والصليب والمسيح الفادى الذي ينجينا من شر العالم والموت، فنحيا على الأرض الجديدة التي ترمز للحياة الأبدية (تك 6: 14).

4. ملكى صادق: ملك ساليم الذي قابل إبراهيم عند رجوعه بعدما هزم كدرلعومر ومن معه. وقدم ملكى صادق ذبيحة غريبة وهي خبز وخمر فتشير بوضوح لذبيحة العهد الجديد أي الخبز والخمر المتحول لجسد الرب ودمه (تك 14: 18-20).

5. ذبح إسحق: كما حمل إسحق الحطب وأطاع أباه إبراهيم الذي ربطه على المذبح، هكذا المسيح حمل الصليب وأطاع حتى الموت موت الصليب (تك 22).

6. إختيار الزوجة: رفقة (تك 24: 15) وكذا راحيل (تك 29: 9) عند مياه الآبار كما اختار المسيح عروسه أي النفوس المؤمنة لتصير له بمياه المعمودية.

7. سلم يعقوب: الذي رآه في الحلم (تك 28: 12) وهو يرمز للمسيح المصلوب والذي من خلاله ترفع الملائكة صلواتنا إلى السماء ثم تنزل باستجابة الله لها.

8. يوسف: يشير للمسيح في أمور كثيرة، فهو الابن المحبوب من أبيه كما أن المسيح هو الابن الوحيد.

وأحلام يوسف تعلن خضوع إخوته له مثل المسيح الذي يخضع له العالم كله لأنه رب المجد ويملك على قلوب المؤمنين به. وافتقد يوسف إخوته كما تجسد المسيح، أما هم فألقوه في البئر وباعوه بالفعل كما باع يهوذا المسيح. وكما نزل يوسف إلى مصر نزل المسيح إلى القبر، وارتفع يوسف إلى عرش مصر وخلص إخوته من الموت، والمسيح قام وصعد إلى السماء، وخلص إخوته البشر المؤمنين به (تك 37-50).

1. بداية التاريخ وتشمل:

أ - الخلقة والسقوط (تك 1-3).

ب - قتل هابيل (تك 4).

ج - نوح والطوفان (تك 5-10).

ء - برج بابل (تك 11).

2. الآباء البطاركة: وتتداخل حياتهم في الأصحاحات من (12: 50).

1- إبراهيم (تك 12-25).

2- إسحق (تك 21-27).

3- يعقوب (تك 25-36).

4- يوسف (تك 37-50).